العمل الصالح فى العشر من ذى الحجة
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن الله عزوجل فضل شهورا على شهور 0ففضل شهر رمضان على سائر الشهور
وفضل ليالى على ليال ففضل ليلة القدر على سائر الليالى
وفضل أياما على أيام ففضل أيام العشر الأوائل من ذى الحجة على سائر الأيام
يقول الله تعالى ( والفجر وليال عشر ) 0قال جمهور المفسرين على أنها الليالى العشر الأوائل من ذى الحجة
وجاء فى تفسير القرطبى 0روى أبو الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( والفجر وليال عشر ) قال : عشر الأضحى ) فهى ليال عشر لأن ليلة يوم النحر داخلة فيه
فضل هذه الأيام
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله تعالى من هذه الأيام -يعنى عشر ذى الحجة -قالوا يارسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله 0قال ولا الجهاد فى سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشىء )
وقول الرسول فى الحديث العمل الصالح 0يشمل كل عمل صالح
كذكر الله تعالى
والصدقة على الفقراء والمساكين
والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
وادخال السرور على المسلمين
وعيادة المرضى
واتباع الجنائز
وصلة الأرحام
والصلاة بالليل والناس نيام
وافشاء السلام
واطعام الطعام
كل هذه وغيرها كثير أعمال صالحة 0اذا ماتقرب بها العبد ابتغاء مرضاة الله تعالى 0فانه يؤجر أجرا مضاعفا
أما عن الصوم
فان هناك حديثين وردا فى صوم هذه الايام
فلقد جاء فى صحيح مسلم عن الأسود عن عائشة رضى الله عنها قالت (ما رأيت رسول الله صائما فى العشر قط )
وفى رواية أخرى عنها كذلك أنها قالت ( أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر )
ورو النسائى فى سننه عن أم المؤمنين حفصة أن رسول الله كان لا يدع ثلاثا ( صيام العشر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتين قبل الغداة )
اذن من الواضح أن هناك تعارض بين الحديثين
واذا وجد تعارض فان العلماء يجمعون بين الحديثين فلقد قال ابن حجر لعل رسول الله كان يصوم وكان يخفى صومه عن عائشة
وأعجبنى ما قاله الشيخ ابن باز أن هذا الجمع غير مقنع لان النبى كان يدور على عائشة يومين وليلتين من كل تسعة أيام لأن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة
فكيف يخفى على عائشة صوم رسول الله مع طول المدة التى يمكثها عندها
وقال رحمه الله ويجمع بين الحديثين 0بأن الرسول كان يصوم
أحيانا وأحيانا لا يصوم 0
وأنا أرى أن ماذهب اليه ابن باز رحمه الله كلاما مقنعا
كما أننى أقول بأن الأعمال الصالحة كثيرة 0كما سبق أن ذكرت وأن الصوم واحد من هذه الاعمال
وهناك من المسلمين من يستطيع الصوم ويقدر عليه 0وهناك
من معه المال يستطيع أن يدخل السروربه على المحتاجين
وهناك من يقوى على قيام الليل
اذن لينظر كل واحد منا ما يقدر عليه 0وعليه أن يزداد فيه
وان استطاع أن يفعل كل ذلك كان له منزلة سامية عند الله تعالى 0000
وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه وسلم