ليلة رأس السنة البدوية
أنا بدوي .. ولدت بدوياً وعشت بدوياً وسأموت بدويا ..بنو عمومتي البدو كباقي خلق الله , فيهم الحسن والسيء , الجيد والرديء , المتقوقع والمرتمي على الآخر ..هؤلاء هم أهلي وبنو جلدتي ..سأتحدث عن أولئك الذين يعيشون في الجانب المظلم من البداوة ..الحفاة العراة العالة , الذي لا يعرفون من الحياة سوى التقليد , والتقليد الأعمى الغبي ..هالني أن أرى هؤلاء الحفاة يحتفلون بعيد لم يعرفه آباءهم الأولون ويحتفلون بليلة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وبليلة رأس السنة الميلادية , يتبادلون التهاني وينتظرون بابا نويل ليمنح أبناءهم الهدايا والبركات , في الغرب المسيحي ينتظرون بابا نويل في ليلة قارسة البرد وعلى أرض تغطت بالثلوج أما بدونا فينتظرون من على سطوح بيوتهم مرتدين ( الفنيلة العلاقي )..الدافع وراء احتفال هؤلاء الحفاة بهذه الليلة هو ما يمليه عليهم دينهم الجديد / الانسانية ..ولكن مابال هذه الانسانية لا تدفعهم للإحتفال بالعيد الفرعوني / شم النسيم وتناول الفسيخ المتعفن أو يحتفلون مع المجوس بعيد النيروز أم أن هذه الانسانية متخصصة في جحر الضب الذي يدخلونه مصداقاً لما قاله الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ..
وبما أني بدوي مثلهم ولي حق النصح لهم فإني أقترح لهم عيداً يحتفلون به .. ألا وهو عيد رأس السنة البدوية ..يشربون فيه حليب الخلفات بعد أن يتحلقوا حول طبق المضير ( الإقط ) المحضّر قريباً ومن ثم يتناولون الشاي بالبشام ( البشام شجرة تنبت في جبال الحجاز )..يقضون ليلهم ينتظرون بابا طهيميج ..ولتكن تلك الليلة هي الليلة التي قُتل فيها الشيخ زهيميل حين غزى عرب الشيخ غليفيص ..
ليحفظكم الرب أيها الحفاة العراة ..