بسم الله الرحمن الرحيم
أحاديث صحيحة في فضائل الأعمال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الصادق الأمين معلم البشرية صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الكرام وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن من رحمة الله - تبارك وتعالى - بهذه الأمة أن أرسل إلينا خير خلقه وأشرفهم نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فبلغ رسالة ربه - تبارك وتعالى – إلى الناس, وكان بهم رؤوف رحيم قال الله - تعالى -:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }[1], أخرج الله - تبارك وتعالى - برسالته الناس من الظلمات إلى النور قال الله - تبارك وتعالى -:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}[2], وقال الله - سبحانه -:{رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}[3], ومن رحمته وشفقته على أمته - صلى الله عليه وسلم – أنه مشفق على أمته وبين ذلك حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها))[4], فبين لنا - صلى الله عليه وسلم - كل شيء وأرشدنا لكل خير ومن ذلك أنه بين لنا فضائل الأعمال التي تقربنا من الله - تبارك وتعالى – ومن رحمة الله - تبارك وتعالى - بنا أننا نعمل العمل اليسير فيجازي عليه الثواب العظيم وهذا من فضله - تبارك وتعالى - وسوف نذكر بعض ما ورد في سنته - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – التي تبين فضائل بعض الأعمال ونكتفي بما صح نسبته إليه - صلى الله عليه وسلم - وفي الصحيح غنية عن الضعيف, فنسأل الله - تبارك وتعالى - التوفيق والسداد والإرشاد إلى الصواب فمنها:
فضل كلمة التوحيد: إن التوحيد هو الذي أرسلت من أجله الرسل وجيشت الجيوش, ومن أجله قام سوق الجنة والنار؛ ففضله جسيم وثوابه عظيم ومن فوائده وفضائله أن المؤمنين لا يخلدون في النار, ومنها أن من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة, ومنها أن من قالها خالصاً من قلبه دخل الجنة, وهو من أسعد الناس بشفاعة النبي العدنان صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل: قال: ((يا معاذ, قال: لبيك رسول الله وسعديك, قال: يا معاذ, قال: لبيك رسول الله وسعديك, قال: يا معاذ, قال: لبيك رسول الله وسعديك, قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما))[5], وعن أبي ذر – رضي الله عنه - قال: " أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوب أبيض فإذا هو نائم ثم أتيته أحدثه فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال: ((ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق, قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق, قال: ((وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر)), فخرج أبو ذر يجر إزاره وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر, فكان أبو ذر يحدث بهذا بعد ويقول: "وإن رغم أنف أبي ذر[6]", وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قيل: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد ظننت - يا أبا هريرة - أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه))[7].
فضائل الصلاة والإتيان إلى المساجد وبناء المساجد: الصلاة ركن هام وفرض فرضه الله - تبارك وتعالى - لأهميته من فوق سبع سماوات أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السماء لتفرض عليه الصلاة وما ذلك إلى لعظم شأنها عند الله - تبارك وتعالى – فبها تكفر الذنوب, وترفع الدرجات وهي الفارق بين الشرك والإيمان وهي سبب في دخول الجنان ولها فضائل عدة منها حدبث أبي هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزلة من الجنة كلما غدا أو راح))[8], عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ((من صلى البردين دخل الجنة))[9], وعن انس بن مالك – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق))[10], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة وذلك بأنه توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة أو حطت عنه بها خطيئة والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه ما لم يؤذ فيه وقال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه))[11] وزاد مسلم فيه: ((والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه))[12], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة))[13], وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين - فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء))[14], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه)). قالوا: لا يبقى من درنه شيئا, قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا))[15], وعن رفاعة بن رافع الزرقي - رضي الله عنه - قال: " كنا يوما نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال: ((سمع الله لمن حمده)). قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمداً طيباً مباركاً فيه. فلما انصرف قال: ((من المتكلم)). قال: أنا قال: ((رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول))[16], وعن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال: " بينما نحن نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من القائل كلمة كذا وكذا؟)) قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله قال: ((عجبت لها فتحت لها أبواب السماء)) قال ابن عمر – رضي الله عنهما - فما تركتهن منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك[17]", وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إنكم قد أكثرتم وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من بنى مسجدا لله تعالى)) قال بكير: حسبت أنه قال: ((يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة))[18], وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغربن وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر))[19] وروي عن أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - قالت: " من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم فصلى قبل الظهر بنى الله له بيتا في الجنة"[20], وعن أم حبيبة – رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار))[21], وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين))[22], وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تامة تامة))[23] أي: صلاة الفجر, لكنها لا تسقط حجة الإسلام.
فضائل الجهاد: الجهاد في سبيل الله - عز وجل - من أفضل الأعمال عند الله - تبارك وتعالى - وقد ورد في فضل الجهاد في سبيل الله - تبارك وتعالى - فضائل عدة منها الأحاديث التالية:عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها))[24], وعن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه))[25], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها)). فقالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس؟ قال: ((إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سالتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة))[26], وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أوغنيمة))[27], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: ((لا تستطيعوه)) قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: ((لا تستطيعونه)) وقال في الثالثة: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام وصلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى))[28], وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا ، وله ما على الأرض من شيء ، إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات ، لما يرى من الكرامة))[29], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك))[30].
فضائل القرآن وقراءته: القرآن كلام الله - تبارك وتعالى - من قرأ منه حرفاً واحداً له به عشر حسنات وفكله فضائل وسنذكر بعضاً مما ورد في فضله فعن معاذ بن أنس الجهني - رض الله عنه - صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصرا في الجنة)) فقال عمر بن الخطاب: إذاً أستكثر يا رسول الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الله أكثر وأطيب))[31], وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال))[32], وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ((من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه و من توضأ ثم قال سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة))[33], وعن فروة بن نوفل عن أبيه –رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنوفل: ((اقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[34] ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك))[35], وعن أبي أمامة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت))[36], وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف))[37], وعن عائشة – رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران))[38], وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر. ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها))[39]
فضائل الصيام وليلة القدر: الصيام هو من أحب الأعمال إلى الله - تبارك وتعالى - ولذلك اختصه - تبارك وتعالى - من بين سائر الأعمال كما أخبر بذلك سيد ولد عدنان - صلى عليه الرحمن - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))[40], وصيام رمضان هو أحد أركان الإسلام, وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من قام رمضان إيماناً واحتسابا وكذلك ليلة القدر غُفر له ما تقدم من ذنبه, وله فضائل عدة وردة في عدة أحاديث منها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[41], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[42], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها))[43], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه))[44], والخُلُوف هو الرائحة التي تخرج من جوف الصائم.
فضائل بعض الأذكار: منفضائل الأذكار زيادة القرب من الله - تبارك وتعالى – ومن فضائله أن القلوب تحيى بذكر علام الغيوب - سبحانه وتعالى – وسبب في مغفرة الذنوب, وسنذكر بعضاً من الأحاديث الواردة في فضائل بعض الأذكار فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى))[45], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه))[46], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر))[47], وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال لا إله الا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا امرؤ عمل أكثر من ذلك ومن قال: في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر))[48], وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة))[49], وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))[50], وعن مصعب بن سعد حدثني أبي - رضي الله عنه – قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة))[51], وعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا))[52]
فهذه بعض الأحاديث في فضائل الأعمال جمعنا منها ما تيسر على عجل ويتضح منها سماحة الإسلام ويسره فرب عمل سهل صغير هو عند الله عظيم يجازي الله - تبارك وتعالى - صاحبه أو عامله الأجر العظيم نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها بمنه وكرمه وأن يعيننا على طاعته ورضاه وأن يغفر لنا ويرحمنا وأن يتوب علينا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين صلى الله عليه وسلم.
بقلم أبي عبد الله محمد بن عبد الله العبدلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الأنبياء(107).
[2] سورة إبراهيم(5).
[3] سورة الطلاق(11).
[4] رواه البخاري برقم(6118)واللفظ له؛ ومسلم برقم(2284).
[5] رواه مسلم برقم(32).
[6] رواه أحمد في المسند برقم(21504) وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
[7] رواه البخاري في صحيحه برقم(99).
[8] رواه البخاري برقم(631)؛ ومسلم برقم(669).
[9] رواه البخاري برقم(548)؛ ومسلم برقم(635).
[10] رواه الترمذي برقم(241)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(2652).
[11] رواه البخاري برقم(2013)؛ ومسلم برقم(649).
[12] رواه مسلم برقم(649).
[13] رواه البخاري برقم(620).
[14] رواه الترمذي برقم(55)؛والنسائي برقم(148)؛ وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته برقم(11112)؛ وفي الجامع الصحيح برقم(6167).
[15] رواه البخاري برقم(505)؛ ومسلم برقم(667).
[16] رواه البخاري برقم(766).
[17] رواه مسلم برقم(601).
[18] رواه مسلم برقم(533).
[19] رواه الترمذي برقم(414)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(2347).
[20] رواه النسائي برقم(1800), ورقم(1809)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(2347).
[21] رواه أبو داود برقم(1269)؛ والترمذي برقم(428) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه؛ والنسائي برقم(1816)؛ وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم(1130).
[22] رواه أبو داود برقم(1398)؛ وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم(1246).
[23] رواه الترمذي برقم(586)وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب؛ وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته برقم(11292).
[24] رواه البخاري برقم(2735)
[25] رواه الترمذي برقم(1663)وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب؛ وابن ماجة برقم(2799)؛ وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم(2257).
[26] رواه البخاري برقم(2637)ورقم(6987).
[27] رواه البخاري برقم(2635).
[28] رواه مسلم برقم(1878).
[29] رواه البخاري برقم(2662) واللفظ له؛ ومسلم برقم(1877).
[30] رواه البخاري برقم(2649).
[31] رواه أحمد في المسند برقم(15648)؛ وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(589).
[32] رواه مسلم برقم(809).
[33] رواه الحاكم في المستدرك برقم(2072) وقال:هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(2651).
[34] سورة الكافرون(1).
[35] رواه أبو داود برقم(5055)؛ والترمذي من حديث فروة بن نوفل رضي الله عنه برقم(3403)؛ وصححه ابن حبان في صحيحه برقم(790)قال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الصحيح؛ وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم(2709).
[36] رواه النسائي في السنن الكبرى برقم(9928)؛ والبيهقي في شعب الإيمان عن علي رضي الله عنه برقم(2395)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(972)؛ وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم(1595).
[37] رواه الترمذي برقم(2910)؛ وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم(1416).
[38] رواه البخاري برقم(4653)؛ ومسلم برقم(798).
[39] رواه البخاري برقم(4732)؛ ومسلم برقم(797).
[40] رواه البخاري برقم(5583).
[41] رواه البخاري برقم(37)ورقم(1905)؛ ومسلم برقم(759).
[42] رواه البخاري برقم(1802)؛ ومسلم برقم(760).
[43] رواه البخاري برقم(1795).
[44] رواه البخاري برقم(1805)؛ ومسلم برقم(1151).
[45] رواه أبو داود برقم(5091)؛ وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم(5091).
[46] رواه مسلم برقم(2692).
[47] رواه الترمذي برقم(3466) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح؛ وابن ماجة برقم(3812)؛ وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم(2761)؛ وبرقم(2758).
[48] رواه أحمد في المسند برقم(8860)وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
[49] رواه أبو داود برقم(1529)؛ صححه الألباني في صحيح أبي داود برقم(1353).
[50] رواه أبو داود برقم(4023)؛ والترمذي بدون زيادة وما تأخر برقم(3458)؛ وأحمد في المسند برقم(15670) وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن؛ وحسنه الألباني دون زيادة وما تأخر في صحيح الترمذي برقم(2751).
[51] رواه مسلم برقم(2698).
[52] رواه ابن ماجه برقم(3818)؛ وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم(3078