بقلم أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت.حيا الله أصحاب القلوب النقيةحيا الله كل قلب عمره أصحابه بالقرآنتلاوة، تدبر، واستشعار.اليوم أرغب في التحدث معكم في موضوع هامألا وهو حفظ كتاب الله وتلاوتهوأيهما أولى الاهتمام به وتقديمه على الآخروكيف نستطيع التوفيق بينهما
==========
فكما تعلمون، الكثيرون منا بدأوا طريقهم بتلاوة كتاب الله والإلتزام بورد يوميثم ما لبثنا أن تعلقت قلوبنا وشغفت بحفظ كتاب الله حتى يكون معنا في كل زمان ومكانلكن وللأسف أقول، نجد أنفسنا تدريجيا نهتم بالحفظ ونهمل التلاوة شيئا فشيئا حتى يضيع وردنا تماماويمتلأ جل وقتنا حفظ ومراجعة وأحيانا لا نوفق بينهما حيث نجد أنفسنا نعاني من صعوبة في الحفظ وفي نفس الوقت يزداد كم المراجعة عليناثم ما نلبث أن نركز على الحفظ ونقلل جهودنا في المراجعة ويبدأ يتفلت منا ما حفظناه شيئا فشيئا ويا حسرتاه على حالنا.فهل يا ترى ما نفعله هذا صحيح ؟وما الحل لعلاج هذه المشكلة
==========
كنت دائما أسمع الشيوخ والمحفظين عند رغبتهم في توضيح أن الحفظ أمر سهل ويسير، فإنهم يرددون الآية{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (17) سورة القمروكنت أستغرب ذلك الكلام لأني أجد صعوبة في الحفظ حتى فتح الله علي وألهمني أخيرا بأن أنظر في تفسير الآيةفتعالو معي لنتأمل تفسيرها ونتدبر في معناها
==========
في تفسير بن كثير) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ( أي: سهلنا لفظه، ويسرنا معناه لمن أراده، ليتذكر الناس.كما قال: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ [ ص : 29،وقال تعالى: [فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا [ مريم : 97.قال مجاهد: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) يعني: هَوّنّا قراءته.وقال السدي: يسرنا تلاوته على الألسن.
وقال الضحاك عن ابن عباس: لولا أن الله يسره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله، عز وجل.وقوله: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أي: فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يَسَّر الله حفظه ومعناه؟وقال ابن أبي حاتم: في قوله تعالى: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)هل من طالب علم فَيُعَان عليه؟ اهـ
~*~*~*~*~*~*~*~
في تفسير الطبري
وقوله) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ( يقول تعالى ذكره: ولقد سهَّلنا القرآن, بيَّناه وفصلناه للذكر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر ويتعظ, وهوّناه.وعن مجاهد, في قوله تعالى(يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ( قال: هوّناه.وقال ابن زيد, في قوله تعالى(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ( قال: يسَّرنا: بيَّنا.
وقوله) فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ( يقول: فهل من معتبر متعظ يتذكر فيعتبر بما فيه من العبر والذكر.وقد قال بعضهم في تأويل ذلك: هل من طالب علم أو خير فيُعان عليه, وذلك قريب المعنى مما قلناه, ولكنا اخترنا العبارة التي عبرناها في تأويله, لأن ذلك هو الأغلب من معانيه على ظاهره. اهـ
~*~*~*~*~*~*~*~
تفسير السعدي)وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ( أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم، ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم، لأنه أحسن الكلام لفظا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرا، فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهله عليه، والذكر شامل لكل ما يتذكر به العاملون من الحلال والحرام، وأحكام الأمر والنهي، وأحكام الجزاء والمواعظ والعبر، والعقائد النافعة والأخبار الصادقة، ولهذا كان علم القرآن حفظا وتفسيرا، أسهل العلوم، وأجلها على الإطلاق، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه، قال بعض السلف عند هذه الآية: هل من طالب علم فيعان[عليه]؟ ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)
.==========
والآن هل رأيتم أيها الأخوة والأخوات كيف يسر الله لنا القرآن ؟؟لقد يسره بأن جعل ألفاظه سهلة على ألسنتنا العربيةلقد يسره بأن جعله سهل الفهم والتدبر حتى بدون تفسير ولو نظرنا للتفاسير لتمتعنا به أكثر وأكثر ولتشوقنا لقراءته أكثرلقد يسره للذكر والاتعاظ والعبرة بما فيهوغيره الكثير.فهل هناك من طالب علم يتعظ ويعلم أن تلاوته وذكره آناء الليل والنهار هي السبيل الوحيد لحفظه وتدبره والعيش معه أكثر وأكثر
==========
إذن في كم يجب أن نختم تلاوة القرآن حتى نحصل على الفائدة المرجوة ؟؟تعالوا لنتعلم هذا من كلام رسولنا الحبيب – صلى الله عليه وسلم – ونهج سلفنا الصالحعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِى كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَقَالَ « اخْتِمْهُ فِى شَهْرٍ».قُلْتُ: إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.قَالَ « اخْتِمْهُ فِى عِشْرِينَ ».قُلْتُ: إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.قَالَ « اخْتِمْهُ فِى خَمْسَةَ عَشَرَ ».قُلْتُ: إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.قَالَ « اخْتِمْهُ فِى عَشْرٍ ».قُلْتُ: إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.قَالَ « اخْتِمْهُ فِى خَمْسٍ ».قُلْتُ: إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.قَالَ: فَمَا رَخَّصَ لِىرواه الترمذي.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَمْ يَفْقَهْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِى أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ » رواه الترمذي
==========
أما هدي الصحابة والتابعين في ختم القرآن.- قال عبد الله يعنى ابن مسعود: اقرؤا القرآن في سبع ولا تقرؤه في اقل من ثلاث وليحافظ الرجل في يومه وليلته على جزئه.- روي عن ابن مسعودانه كان يختم القرآن في رمضان في ثلاث وفي غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة.- وعن ابى ابن كعب انه كان يختم القرآن في كل ثمان.- وعن تميم الدارى انه كان يختمه في كل سبع.- وعن عثمان بن عفان ان كان يحيى الليل كله فيقرأ القرآن في كل ركعة.- عن علقمة أنه كان يقرأ القرآن في خمس وكان الأسود بن يزيد يقرؤه في ست.- عن ايوب عن ابى حمزة قال: قلت لابن عباس انى سريع القراءة انى اقرأ القرآن في ثلاثقال: لان اقرأ البقرة في ليلة فاتدبرها وارتلها احب إلى ان اقرأها كما تقرأ
==========