ربمآ هنـآك على آلشاطئ الآخر من آلحياه ..!
كم نحاولُ أن ننسى، فيَلِفّنا الأسى.
حينما نحيا طيفَ أوقاتٍ مع الذين أحببناهم.
فيقتلنا الشعور بالوحدةِ حين نتذكّرهم ونشتاق إلى لُقياهم.
نُحنُّ إلى جميع الأماكن التي تواجدوا فيها
عسى أن تُقِرَّ أعيننا برؤيتهم، لترتاحَ أرواحنا برائحة أنفاسهم
ولكن هيهات ! هيهات.
فقد مضى كل شيءٍ وفات، ولم تبقَ إلاّ ذكريات
نبكيهم في شتائنا
وتحرقنا حرارة الصيف دونهم
فيتساقط الفرح أوراقًا ذابلة
في خريفِ حنينِنا ووحشتِنا، وانتظارِنا لهم .
ثم يزيدنا الربيعُ توقًا وحنينًا لهم .
فنحتارُ..
نناديهم فلا يجيبون، ولا يستجيبون.
فهل وجدوا هناك خيرًا ما كانوا يوعدون ؟
و لا نزال نحن هنا.
فإذا سجى الليل يرى القمر عَبراتنا
ومع إشراقة الصباح تعلوها زفراتنا.
فلا يأتي أصيل المساء إلاّ وتتكاثر تنهيداتنا
وتتبعثر الآهات منا فوق الأرض
ويخترقنا الفراق وينهك بهجتنا
ونظل نقاوم بلوعة الوفاء
نتعثر دائمًا، فنسقط ونتهاوى من وجع الأنين
و لا نستطيع أن نقاوم لأن بنا جراحٌ وآلام.
نتمنى لو أننا نمشي وندوس على الأشواك.
لا لشيءٍ، سوى أننا نريد أن
نفرشَ الساحات وردًا لإستقبالهم
ولكنهم لا يأتون، لأنهم لا يعودون .
رحلوا عنّا..فمنهم من رحل
منذ أعوام، وكأنّ ذلك منذ أيّام.
وهاجروا مع نوارس الاغتراب
وودعوا هذه الفانية.
كم نتخيل لو أننا نستطيع اجتزاء ذرات روحنا
كي نجودَ بها عليهم فيعودون لنا.
ويظل لنا أملٌ واحدٌ حينها ينتشلنا من الحزن والحسرة
هو أننا ربما سنلتقي بهم بإذن ربنا في جنان الخلد.
وما ذلك على الله بعزيز .