شركة طيبة للتجارة والتوزيع
اهلا بك معنا
اذا كانت اول مرة تدخل المنتدى من فضلك سجل معنا لتربح وتستفيد من كل ما هو جديد لدينا
ولفترة محدودة جدا اعلان عن سلعتك او موقعك مجانا معنا
سارع بالتسجيل
وشكرا لكم
شركة طيبة للتجارة والتوزيع
اهلا بك معنا
اذا كانت اول مرة تدخل المنتدى من فضلك سجل معنا لتربح وتستفيد من كل ما هو جديد لدينا
ولفترة محدودة جدا اعلان عن سلعتك او موقعك مجانا معنا
سارع بالتسجيل
وشكرا لكم
شركة طيبة للتجارة والتوزيع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شركة طيبة للتجارة والتوزيع

اول موقع متخصص فى التجارة والتوزيع والاستراد والتصدير والاستثمار فى مصر والعالم العربى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ( طلب العلم )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
homaa




المساهمات : 487
تاريخ التسجيل : 30/05/2014

( طلب العلم ) Empty
مُساهمةموضوع: ( طلب العلم )   ( طلب العلم ) Icon_minitimeالسبت مايو 31, 2014 5:58 pm


( طلب العلم )

إن مــن أعظم أسباب ضعف المسلمين في هذا العصر:
الجهل، وقلة العلماء العاملين، وسوء الخـطــط في مراحل الدراسة المختلفة في البلاد الإسلامية، وضعف الهمم والعزائم في الجد والتحصيل، والتخصصات الجزئية التي أضعفت العلوم الشرعية، والانهزام النفسي أمام بعض العلوم المادية، والنظر إلى التخصصات الشرعية نظرة دونية".
فالجهل : داء ومرض مستحكم قوي ،
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : جعل الله سبحانه أهل الجهل بمنزلة العميان الذين لا يبصرون فقال :
{ أفمن يعلم أنما أُنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } ، فما ثمَّ إلا عالم أو أعمى .
ما أقبح الجهل يبدي عيب صاحبه لــلناظـرين وعـن عينيه يخفيه كـــذلك الثــــوم لا يشــمه آكــــله والناس تشتم نتن الريح من فيه
عن عطاء بن يسار قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنه يخبر أن رجلاً أصابه جرح في رأسه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابه احتلام ،
فأُمر بالاغتسال فاغتسل فكُزَّ فمات ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قتلوه قتلهم الله ، أو لم يكن شفاء العيِّ السؤال ؟ ." رواه الحاكم وصححه الألباني .
وقال عليٌّ رضي الله عنه : * كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ، ويفرح به إذا نُسب إليه ،
وكفى بالجهل ذمَّاً أن يتبرأ منه من هو فيه. *
ـ من آثار الجهل :
انتشار البدع والضلالات في العقائد والعبادات والمعاملات، وضعف الإيمان، وقلة التقوى، وازدياد المعاصي، وضعف الهيبة أمام الأعداء، وتقييد الأمة بأغلال التخلف في جميع المجالات، وكثرة المشكلات الأسرية، والخمول والكسل، وضعف الهمم، والقصور عن إدراك المعالي ... . وشتان بين هذه ، وبين ما جعله الله جزاءً حسناً عاجلاً في الدنيا لمن يتعلمون العلم ويعملون به، الذين يحصِّلون الإيمان بالله تعالى، ومعرفته حق المعرفة، فتقل فيهم المنكرات، ويحصل القيام بحقوق كل ذي حق، وتُحكّم شريعة الله، وبذلك تُجتلب السعادة.

* ـ مقارنة بين العلم والمال: ـ" العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الأغنياء.
ـ العلم يحرس صاحبه، وصاحب المال يحرس ماله.
ـ العلم يزداد بالبذل والعطاء، والمال تذهبه النفقات ـ عدا الصدقة ـ
العلم يرافق صاحبه حتى في قبره، والمال يفارقه بعد موته، إلا ما كان من صدقة جارية.
ـ المال يحصل للبر والفاجر، والمسلم والكافر، أما العلم النافع فلا يحصل إلا للمؤمن. ـ
العالِم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم، وصاحب المال يحتاج إليه أهل العدم والفاقة والحاجة. ـ
المال يعبِّد صاحبه للدنيا، والعلم يدعوه لعبادة ربه.
ـ العالِم قَدْرُه وقيمته في ذاته، أما الغني فقيمته في ماله.
ـ الغني يدعو الناس بماله إلى الدنيا، والعالم يدعو الناس بعلمه إلى الآخرة " .( مرتكزات ، بتصرف يسير ) .

من الأهمية بمكان أن ييمِّم الشباب وجوههم نحو طلب العلم
وأن يستغلوا ما أنعم الله عليهم من صحة وفراغ في طلب العلم وتربية النفس وتهذيبها وتعويدها على الطاعة .
قال صلى الله عليه وسلم : " نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ " .

يقول بعض الصالحين : فراغ الوقت من الأشغال نعمة عـظـيـمــة .
وكان السلف يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً لا هو في أمر دينه ولا هو في أمر دنياه .
كثير من الشباب يتوفر لديهم أوقات كبيرة ، إذ لا مسؤولية عليهم ولا أعباء أسرية تلاحقهم ، ولا متطلبات للزوجة والأولاد . وهم في مرحلة توقُّدِ الذهن وحضور البديهة وفي قمة النشاط العقلي .
فما أجمل أن يتوجه هؤلاء إلى طلب العلم الشرعي ومعرفة ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى ، فهو العلم الذي ورد فيه الثناء والمدح ، لا علم الصناعات وما يتعلق بها .
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد الناس يؤبرون النخل ــ أي يلقحونها ــ ، فلما رأى تعبهم أشار عليهم أن لا حاجة لهم إلى ذلك ففعلوا وتركوا التلقيح ففسد النخل ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : " أنتم أعلم بشؤون دنياكم "
فلو كان العلم بأمور الدنيا هو العلم الذي عليه الثناء لكان صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به، لأن أكثر من يُثنى عليه بالعلم والعمل هو النبي صلى الله عليه وسلم .
وليس معنى هذا ألا يكون للعلوم الأخرى فائدة ، بل فوائدها ذات حدين :
فهي إما وسيلة إلى خير فتكون خيراً وإما وسيلة إلى شر فتكون شراً .
العلم ضــــــرورة فوق ضرورة المأكل والمشرب والملبس والدواء؛ إذ به قوام الدين والدنيا، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. * ـ

حكم طلب العلم : ثلاثة أقسام :
الأول : فرض عين ، وهو تعلم ما يتأدى به الواجب العيني .
يقول ابن رجب رحمه الله : ( قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه ، من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه نحو الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له ، والشهادة بأن محمداً عبده ورسوله ، وخاتم أنبيائه حق وأن البعث بعد الموت للمجازاة بالأعمال والخلود في الآخرة لأهل السعادة والإيمان والطاعة في الجنة ولأهل الشقاوة والكفر والجحود في السعير، وأن القرآن كلام الله وما فيه حق من عند الله يجب الإيمان بجميعه واستعمال محكمه ، وأن الصلوات الخمس فريضة ، ويلزمه مِنْ علمِها علمُ ما لا تتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامها ، وأن صوم رمضان فرض ويلزمه علمُ ما يُفسد صومه وما لا يتم إلا به ، وإن كان ذا مال وقدرة على الحج لزمه فرضاً أن يعرف ما تجب فيه الزكاة ومتى تجب وفي كم تجب ، ويلزمه أن يعرف بأن الحج عليه فرض مرة واحدة في دهره إن استطاع إليه سبيلاً ... إلى أشياء يلزمه معرفة جملها ولا يعذر بجهلها ، نحو تحريم الزنا والربا وتحريم الخمر والخنزير، وأكل الميتة والأنجاس كلها والغصب والرشوة على الحكم ، والشهادة بالزور وأكل أموال الناس بالباطل وتحريم الظلم كله وتحريم نكاح الأمهات والأخوات ومن ذُكِر معهنَّ وتحريم قتل النفس ) . ( جامع بيان العلم وفضله 1 / 23 ـ 24 ) .

الثاني : فرض كفاية ، وهو تحصيل ما لا بد للناس منه في أمور دينهم ودنياهم. وهذا إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة كأحكام الجهاد والعتق والرق والبيوع والمعاملات والقصاص والحدود وغير ذلك من أبواب العلم التي يكفي أن يتعلمها البعض ليسقط الإثم عن الآخرين .
الثالث : مستحب ، وهـــــو التبحر في أصول الأدلة، والإمعان فيما وراء القدر الذي يحصل به فرض الكفاية.
* ـ فضائل العلم : فضله أشهر من أن يُذكر ، فهو أفضل مُكتَسب وأشرف مُنتَسب وأنفس ذخيرة تقتنى وأطيب ثمرة تجتنى ، به يُتوصل إلى الحقائق وبواسطته يُدرك رضا الخالق . لا يفتقر كاسبه ، ولا يخيب طالبه ولا تنحط مراتبه ، وحامله الصائن له عن الأدناس عزيزٌ عند الناس ، وهو نور زاهر لمن استضاء به ، وقوت هنيءٌ لمن تقوَّت به ، ترتاح به الأنفس إذ هو غذاؤها وتفرح به الأفئدة إذ هو قواها .
وهو أول ما خاطب الله به نبيه، فقال {اقرأ }، وما أمره بطلب الزيادة من شيء إلا منه { وَقُــل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } ،
ولا غرو: فإنه يورث الإيمان، بل لا يكون الإيمان إلا بــه، وثمرته اليقين،
وهو من علامات الإيمان ومن أجل النعم، فإنه حياة القلب ونوره، والجهل من صفات أهل النار، وهو خير من النوافل. وهو من أعظم الجهاد، وأجلّ العبادات؛
قال صلى الله عليه وسلم : " من جاء مسجدي هــــــذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله... " . رواه ابن ماجة وصححه الألباني رحمه الله .
وهو الحماية من الغفلة، وسـبـيـــل النجاة، وطريق الجنة، وهو شرف لصاحبه، ورفعة في الدارين، وهو سبيل الكمال، وطريـــق البركة، ودوام الأجر، وسبيل السعادة، وهو كشاف للحقائق، وإمام العمل، وطريق الهدايـــة، ودواء الأمراض القلبية، وبه ينال صاحبه بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ويسـتـثـنـى من اللعنة . أجلُّ ما يُبتغى دوماً ويكتسبُ ويُقتنى من حُلَى الدنيا ويُنتخبُ علم الشريعة علم النفع قد رفعت لمــن يــــزاوله بين الــــورى رُتب إن عاش عاش عزيزاً سائداً أبداً لا يُستظام ولا يُشنى فيُجْتَتَبُ وإن يمت فثناءٌ سائدٌ أبداً وبعده رحمةٌ تُرجى وتُـــرتــقب ـ وهو إرث الأنبياء : عن قيس بن كثير قال : كنت مع أبي الدرداء في مسجد دمشق ، فجاء رجل فقال : يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث بلغني أنك تحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ما كانت لك حاجة غيره ؟ قال : لا قال : ولا جئت لتجارة؟، قال : لا ، قال ولا جئت إلا فيه ؟ ، قال نعم ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وحسنه الألباني . وكفى لطالب العلم بهذه الدرجة مجداً وفخراً وبهذه الرتبة شرفاً وذكراً فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة ، فلا شرف فوق وارث تلك الرتبة . قال سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، ناصحاً أحد طلبة العلم : ( فأنت الآن في القرن الخامس عشر إذا كنت من أهل العلم ترث محمداً صلى الله عليه وسلم وهذا من أكبر الفضائل ) . ( كتاب العلم 16 ).
ـ العلم يبقى والمال يفنى : قال صلى الله عليه وسلم :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم . كان أبو هريرة رضي الله عنه من فقراء الصحابة حتى إنه كان يسقط كالمغمى عليه من الجوع ، فكم يُذكر أبو هريرة في اليوم عند ذكر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ، مات أبو هريرة ولكن بقي علمه .
ـ لا يتعب صاحبه في حراسته : فهو في القلب محروس وفي النفس محروس ، وفي الوقت نفسه هو حارس لصاحبه يحميه من الخطر بإذن الله ، يصاحبه حيثما حل وارتحل ، قال الشافعي رحمه الله : علمي معي حيثما يمَّمت ينفعني قلبي وعاء له لا بطن صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق
ـ أهل العلم من الشهداء على الحق : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط }. لم يقل تعالى أولوا المال ، أو أولوا الجاه ، فيكفي طالب العلم فخراً أن يكون من الشهداء على الحق مع الملائكة .
ـ أهل العلم أحد صنفي ولاة الأمر : الذين لهم حق الطاعة قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }. فإن ولاة الأمر هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام والعلماء وطلبة العلم ، فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها ، وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها . ولهذا قال عبيد الله بن أبي جعفر : العلماء منار البلاد منهم يقتبس النور الذي يُهتدى به .
ـ أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة ، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم والله معطي ، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " رواه البخاري ومسلم . قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم . وقال القاضي عياض : أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث .
ـ ومن فضائل العلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرغِّب أحداً أن يغبط أحداً على شيء من النعم التي أنعم الله بها ، إلا على نعمتين هما : طلب العلم ، والإنفاق في الحق ، قال صلى الله عليه وسلم :" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ". رواه البخاري ومسلم .
ـ شبه صلى الله عليه وسلم العلم للناس كالغيث للأرض ، فقال :" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان ولا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فَقُهَ في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلَّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلتُ به " متفق عليه .
العـــلم فـــيه حــــــياة للــــــــقلوب كــما تحيا البلاد إذا ما مسها المطر والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه كما يجلي سواد الظلمة القمر
ـ العلم طريق إلى الجنة : قال صلى الله عليه وسلم :" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة ". رواه مسلم .
ـ لا ينال العلم إلا من أراد الله به خيراً : عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ". رواه البخاري ومسلم . قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : فيه فضيلة العلم والتفقه في الدين والحثِّ عليه ، وسببه أنه قائد إلى تقوى الله تعالى . ( صحيح مسلم بشرح النووي 7 / 128 ). قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : أي يجعله فقيهاً في دين الله عز وجل ، والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه وفقط ، ولكن المقصود به هو: علم التوحيد وأصول الدين وما يتعلق بشريعة الله عز وجل ، ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كافياً في الحث على طلب علم الشريعة والفقه فيها . ( كتاب العلم 19 ). ـ العلم نور يستضيء به العبد ، فيعرف كيف يعبد ربه وكيف يعامل عباده فتكون مسيرته على علم وبصيرة .
ـ العالِم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم. ـ العلماء هم أهل خشية الله تعالى . { إنما يخشى الله من عباده العلماء } . الخشية من لوازم العلم النافع لا تنفك عنه البتة ، وهي الغاية المقصودة منه . أما الذين لم يدركوا هذه الغاية ، فــ " هم عند صورة العلم دون فهم حقيقته ، كالقارئ الذي ينشغل بالروايات ويعكف على الشواذ من القراءات ، ولا يتلمح عظمة المتكلم ولا زجر القرآن ووعيده . وكالمحدث الذي يجمع الطرق ويحفظ الأسانيد ولا يتأمل مقصود المنقول ، وكالفقيه الذي يحفظ فروع المسائل ويحاجُّ خصمه ويفتي ولكنه لا يلتزم بالأحكام الشرعية ... " .( صيد الخاطر لابن الجوزي 552 ـ 553 ، بتصرف ) .
ـ أن الله تعالى يرفع أهل العلم في الدنيا والآخرة درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة والعمل بما علموا ، { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } . قال بعض الحكماء : من اتخذ العلم لجاماً اتخذه الناس إماماً ، ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار . العلم زين وتشريف لصاحبه أتت إلينا بذا الأنباء والكتب والعلم يرفع أقواماً بلا حسب فكيف من كان ذا علم له حسب فاطلب بعلمك وجه الله محتسباً فما سوى العلم فهو اللهو والعب
* ـ حال السلف في الطلب ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم يدركون أهمية العلم وفضله ، ولذا حفظت لنا سيرهم المواقف العديدة من حرصهم على العلم وعنايتهم به . فها هو عبد الله بن الحارث يقول : أنا أول من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يبول أحدكم مستقبل القبلة "، وأنا أول من حدَّث الناس بذلك . هذا نموذج من المبادرة إلى سماع العلم وتبليغه ، وهو حين يكون أول سامع وأول مبلِّغ ، فإن ذاك لم يكن في مجتمع غافل لاهٍ بل في مجتمع العلم والعلماء . وكان عمرو بن سلمة رضي الله عنه ــ وهو من صغار الصحابة ــ حريصاً على تلقي العلم فكان يتلقى الركبان ويستفتيهم ويسألهم ويستقرئهم حتى فاقَ قومه كلهم وتأهَّل لإمامتهم ، يقول رضي الله عنه عن نفسه : كنا على حاضر وكان الركبان يمرون بنا راجعين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدنو منهم فأسمع حتى حفظت قرآناً وكان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة ، فلما فُتحت ، جعل الرجل يأتيه فيقول : يا رسول الله أنا وافد بني فلان وجئتك بإسلامهم ، فانطلق أبي بإسلام قومه فرجع إليهم وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قدِّموا أكثركم قرآناً " ، قال فنظروا وإني لعلى حِواءٍ عظيم ، والحِواء : بيوت مجتمعة من الناس على ماء ، فما وجدوا فيهم أحداً أكثر قرآناً مني ، فقدموني وأنا غلام " . رواه أحمد . مع العلم فاسلك حيثما سلك العلم وعنه فكاشف كل من عنده فهم ففيه جلاء للقلوب من العمى وعون على الدين الذي أمره حتم فإني رأيت الجهل يزري بأهله وذو العلم في الأقوام يرفعه العلم يُعد كبير القوم وهو صغيرهم وينفذ فيهم القول والحكم فخالط رواة العلم واصحب خيارهم فصحبتهم زين وخلطتهم غنم ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم نجوم إذا ما غاب نجم بدا نجم فوالله لولا العلم ما اتضح الهدى ولا لاح في غيب الأمور لنا رسم قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : بلغني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديث سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه ، قال : فابتعت بعيراً فشددت عليه رحلي ، فسرت إليه شهراً حتى أتيت الشام ، فإذا هو عبد الله بن أُنيس الأنصاري ، قال : فأرسلت إليه : أن جابراً على الباب ، قال : فرجع إليَّ الرسول فقال : جابر بن عبد الله ؟ فقلت نعم ، قال : فرجع الرسول إليه ، فخرج إليَّ فاعتنقني واعتنقته ، قال فقلت : حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم أسمعه أنا منه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يحشر الله تبارك وتعالى العباد أو قال الناس ـ شك همام راوي الحديث ـ وأومأ بيده إلى الشام عراة غرلاً بهماً " ، قال فقلنا : ما بهماً ؟ ، قال :" ليس معهم شيء ، فيناديهم بصوت يسمعه مَن بَعُد ويسمعه مَن قَرُب : أنا الملك الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ، " قال : قلنا له : كيف وإنما نأتي الله عراة حفاة غرلاً ؟ ، قال : " من الحسنات والسيئات " . أخرجه البخاري . ولو قلَّبنا صفحات سِيَر السلف لوجدناها مليئةً برجال سابقوا الزمان، وملؤوه بالعلم والمعرفة ، فتخلَّد ذكرهم وهم بين طبقات الثرى . أدركوا أهمية العلم وفضله فبذلوا في سبيله الغالي والنفيس ، ولم يؤثروا الدعة وراحة النفس والجسد ، وذاقوا أنواع المعاناة والمشقة والصبر ، الأمر الذي تعجز الأسطر عن وصفه، وضربوا في ذلك أروع الأمثلة مما لا تجده في علماء أمة من الأمم السابقة .
قال أبو أحمد نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي ( لا ينال هذا الـعـلـم إلا من عطّل دُكانه، وخرّب بستانه ، وهجر إخوانه ، ومات أقرب أهله إليه فلم يشهد جنازته ). قال الإمام بدر الدين بن جماعة معلقاً ( وهذا كله ، وإن كانت فيه مبالغة ، فالمقصود به أنه لا بد فيه من جمع القلب ، واجتماع الفكر...) وذلك في طلب العلم والحرص عليه. الإمام أحمد رحمه الله جدَّ واجتهد في طلب الحديث حتى برع فيه وعمره ست عشرة سنة، نشأ يتيماً وعنيت به أمه. واشتهر علمه في الآفاق، وقيل: إنه طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وأنه حج وعمره عشرون سنة ماشياً، ليس معه إلا جراب فيه كتبه، كان يضعه فوق لَبِنَةٍ، ويضع رأسه عليه ( البداية والنهاية ). تلقى بعض العلم والسنن عن الإمام الشافعي خلال إقامته بالعراق، وانتقل إلى مصر وتوفي فيها. وكان يقول: (ما بتّ منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي وأستغفر له) ولما سأله ابنه عبد الله: أي رجل كان الشافعي؟ قال: (يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن، هل لهذين من خَلَفٍ؟ أو عنهما من عِوض؟ (مع الرعيل الأول ). هكذا كان طلب العلم عند شباب هذه الأمة، علماً وأدباً وخشوعاً لله. قـــــال صالح بن أحمد بن حنبل: رأى رجل مع أبي محبرةً ، فقال له: يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ ، وأنت إمام المسلمين؟ يعني: ومعك المحبرة تحملها؟! ـ فقال: مع المحبرة إلى المقبرة . وقـــال محـمـــد بن إسماعيل الصائغ ( كنت في إحدى سفراتي ببغداد فمر بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو ، ونعلاه في يده ، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه ، فقال: يا أبا عبد الله، ألا تستحي؟ إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟ قال : إلى الموت ). قال الحافظ ابن كثير عن الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث : وهذا الـحـافـظ محمد بن فتوح الحميدي الأندلسي : كان ينسخ بالليل في الحر ، فكان يجلس في إجّانة ماء ـ وهي إناء يغسل فيه الثياب ـ يتبرد به . وهذا أبو زرعة ومحمد بن نصر يرتحلان الليالي الطويلة طلباً للعلم . شعبة رحمه الله يرحل شهراً كاملاً في طلب حديث واحد . قال امرأة لداود الطائي : يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز ؟ فقال : يا هذه ، بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية . بقدر الجـد تكتسـب المعالـي ومن طلب العلا سهر الليالـي تـروم العـز ثـم تـــنـام لــــيـلاً يغوص البحـر من طلب اللآلي كانت هممهم العالية في طلب العلم تعينهم على الصبر على الفقر وشظف العيش ومرارته لما ذاقوه من حلاوة العلم . قال الإمام الشافعي رحمه الله ( لا يطلب أحد العلم بالملك وعز النفس فيفلح ، ولكن من طلبه ببذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح ). وهذا ابن القاسم يقول عن شيخه إمام دار الهجرة مالك بن أنس ( أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه ). وذكر عمرُ بن حفص الإمامَ البخاري ، فقال ( إنهم فقدوا البخاريَّ أياماً من كتابة الحديث بالبصرة ، قال: فطلبناه ، فوجدناه في بيته وهو عريان ، وقد نفد ما عنده ، ولم يبق معه شيء ، فاجتمـعـنــا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوباً وكسوناه ، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث ).وهــــــذا إمام الشافعية في زمانه أبو إسحاق الشيرازي صاحب المهذب في الفقه الشافعي ، الذي أشـبـعــه العلماء شرحاً وتحقيقاً وتخريجاً ، كان لا يملك شيئاً من الدنيا ، فبلغ به الفقر مبلغه ، حـتـــى كان لا يجد قوتاً ولا ملبساً ، ولقد كان يأتيه طلبة العلم في سكنه ، فيقوم لهم نصف قومة ، ليس يعتدل قائماً من العري ، كي لا يظهر منه شيء . وهذا الإمام الواعظ ابـن الـجـوزي يقول عن نفسه ( ولم أقنع بفن واحد ، بل كنت أسمع الفقه والحديث ، وأَتْبَعُ الزهاد ، ثم قرأت اللغة ، ولم أترك أحداً ممن يروي ويعظ ، ولا غريباً يَقْدُم إلا وأحضره وأتخير الفضائل ، ولقد كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث ، فينقطع نَفَسي من العدو لئلا أُسـبــــق ، وكنت أصبح وليس لي مأكل، وأُمسي وليس لي مأكل ، ما أذلني الله لمخلوق قط ، ولو شرحت أحوالي لطال الشرح ) . *

|
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
( طلب العلم )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مقولات في العلم
»  احاديث عن العلم و فضله للرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شركة طيبة للتجارة والتوزيع :: المنتدى العام-
انتقل الى: