بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله
************************************
إخواني أخواتي في الله ..أرجو أن تفتحوا مسامع قلوبكم لموقف مهيب في يوم << تشرق فيه أنوار الله >>
فتخشع الأصوات ، وتشخص الأبصار ، وتـُذلّ فيه الرقاب ، ويقال بُعدا للقوم الظالمين (والعياذ بالله)؛
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ }الحديد13
فالنور يُعطى على قدر العمل .. والمرور على الصراط على قدر النور
ففي حديث طويل ذكر رسول الله صلـى الله عليه وسلم الصادق الأمين ذاك الشأن الجليل :
" يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء قال :
وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثم ينادي مناد :
أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولى كل أناس منكم ما كانوا يتولون ويعبدون في الدنيا ، أليس ذلك عدلا من ربكم ؟ قالوا : بلى ،فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا ،
- قال : - فينطلقون ، ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون ، فمنهم من ينطلق إلى الشمس ،
ومنهم من ينطلق إلى القمر ، والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون ،
- قال : - ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ، ويمثل لمن كان يعبد عزيزا شيطان عزيز ،
ويبقى محمد أمته ، قال :
فيتمثل الرب تبارك وتعالى ، فيأتيهم فيقول :
مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس ؟ قال : فيقولون : إن لنا إلها ما رأيناه بعد ،
فيقول : هل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناه ، عرفناه ،
قال : فيقول : ماهي ؟ فيقولون : يكشف عن ساقه ،
قال : فعند ذلك يكشف عن ساقه ، فيخر كل من كان لظهره طبق ساجدا ، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر ،
يريدون السجود فلا يستطعيون ، ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) ثم يقول :
ارفعوا رؤوسكم ، فيرفعون روؤسهم ، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم ،
فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم ، يسعى بين أيديهم ،
ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيمينه ،
ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه ،
يضيء مرة ، ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قدمه قدم ( ومشى ) وإذا طفىء قام ،
قال : والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر بهم إلى النار فيبقى أثره كحد السيف ( دحض مزله ) قال : فيقول :
مروا ، فيمرون على قدر نورهم ، منهم من يمر كطرفة العين ، ومنهم من يمر كالبرق ،
ومنهم من يمر كالسحاب ، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ،
ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد الفرس ، ومنهم من يمر كشد الرجل ،
حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر ( إبهام ) قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه ، تخر يد وتعلق يد ، وتخر رجل ، وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال :
الحمد لله الذي أعطاني مالم يعط أحدا ، إذ أنجاني منها بعد إذ رأيتها........"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3591خلاصة حكم المحدث: صحيح
*********************
نعم ،، { لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ }الصافات61
أترككم داعية الله أن يتغمدنا وإياكم بواسع رحمته ويجعلنا ممن قال فيهم :
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الحديد12
{ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
آمين .. آمين .. آمين
وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين